Skip to main content

  تقع هذه القلعة  في الجهة الجنوبية الشرقية  من مدينة طرابلس ويرجح تكوينها الحالي إلى فترة ما بعد القرن الرابع عشر الميلادي ويعتقد البعض بإنها بنيت على قصر روماني بينما البعض الأخر يعتقد بأن أصل المبنى كان حماماً أو معبداً، وتعتبر من أفخم المباني التاريخية التي تثير اهتمام كل زائر  وكان البحر يحيط بها من كل جانب  وسميت بالسراي الحمراء لأنها كانت تطلى بلون يقارب  الحمرة، وأهم منشأتها الردهة القر مانلية ذات الطابع المعماري والفني المتميز والمسجد العتيق الذي كان في السابق كنيسة وكانت القلعة مركزاً ومقراً للحكم خلال العهود المتعاقبة في  ليبيا إلى فترة الاحتلال الإيطالي لليبيا عام 1911م، وتضم أيضاً مساكن ومخازن وافران ومطاحن وصيدلية وحمام صغير وسجون وكان الباشوات يصكون فيها النقود من الذهب والفضة والنحاس ويصهرون المدافع القديمة، وتعتبر القلعة من الحصون  الكبيرة للمدينة حيث حظيت بتحصينات ساهمت كثيراً في حمايتها فكانت مراكز دفاع ضد الهجمات البحرية للسفن المعادية وزودت بأبراج عززت من  قدراتها الدفاعية وأثناء الاحتلال الإسباني أنشئ برج القديس جورج وبرج القديسة باربرا وبرج القديس جاكومو(يعقوب) أما برج دار البارود فقد بناه درغوث باشا والي طرابلس (1553-1565م).ويلاحظ في الجانب الغربي من الواجهة الجنوبية لوحه مرمرية هائلة تمثل المزولة التي تعود إلى الحاكم الإيطالي الكونت فولبي {1921-1925م} .

وقد أجريت لمبنى القلعة عدة ترميمات وأنجزت فيه تغييرات في مختلف العصور أذ أنشئت بداخله عمائر في العهد القرمانلي والعهد العثماني وفي نهاية الثمانينيات القرن الماضي للميلاد تم إنشاء متحف في قلب القلعة وهو يعد من أهم المتاحف ثراء بالأثار والتراث الإنساني الذي يجسد العصور التي مرت بها البلاد منذ العهد الفينيقي حتى الوقت الراهن وأخر الإصلاحات الكبيرة التي أجريت على المبنى عام 1989م، من قبل مشروع المدينة القديمة وذلك في إطار الاهتمام بالمعالم التاريخية والحفاظ عليها وترميمها باعتبارها موروثاً ثقافياً حضارياً للشعب الليبي.

اترك تعليق